السادس من اكتوبر نصر الحرب و هزيمة المجتمع

اليوم هو نصر اكتوبر العظيم علي قدر حبي وتقديري لهذا اليوم وهذا الانتصار التاريخي علي قدر كرهي الكبير لهذا الانتصار
ليس حزني علي تحرير ارض بلادي 0وتلقين اسرائيل درسا في المعني الحقيقي للحرب و المعني الحقيقي للسلام
ولكن حزني علي مجتمع تبدل وتغير 180 درجه للاسوأ بعد الحرب و المفترض ان يكون العكس
لا اقصد الاوضاع الاقتصاديه ولكني اقصد الاوضاع الفكريه و الثقافيه
ولعل ما اقصده اكثر هو موضوع يشغلني بشده وهو معامله المرأه في المجتمع
فبعد هزيمة 67 وفي وسط انشغال الشعب باكمله بالحزن علي هذه الهزيمه التي لن يمحيها الزمن من ذاكرتنا
خرج علينا بعض المتأسلمون يوحون بان اسباب الهزيمة هي السفور و العري و عدم الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي وان كلما زادت اعداد النساء في التعليم و العمل و ارتداء الملابس الغير محترمه ستحل علينا الهزائم من كل صوب وحدب
ولكن دعوتهم لم تأتي بثمار لانهم كانوا يدعوا علي استحياء لان الرئيس جمال عبد الناصر كان يرفضهم بشده وهذه واحده من محاسنه
ولكن بعد نصر اكتوبر 73 و اثناء فرحه الشعب كله بالنصر
اعطاهم الرئيس انور السادات الحريه في التعامل ونشر فكرهم في البلاد للقضاء علي الشيوعيه
ظننا منه انهم افضل في المجتمع من الشيوعيين
وبدأوا مره اخري في مخططهم وكأن كل هدف المسلمين في الحياه هو تحقير المرأه
فبدأت الدعوي للرجوع للدين و ارتداء المرأه للحجاب لانه هو رمز التدين
حتي يبعد الله عننا وعن بلادنا كل الشرور لم يلتفت لهم في البدايه الكثيرون
من التفت لهم اعداد قليله جدا ولكن لان كما يقول المثل الشعبي " الزن علي الودان امر من السحر " فبدأ يستمع لهم الناس وكل شخص يبدأ في محاسبه نفسه ويبدا ان يعامل نفسه علي انه سبب البلاء الذي كان يحل في البلد
وبدأوا في السير خلفهم ومازالوا يسيرون خلفهم ظنا منهم ان طريقهم هو االطريق الصحيح الي الجنه
وظلت الدعوات بتحقير المرأه التي تأتي من الخليج مستمره و الشعب المصري يمشي ورائها
وما زاد الطين بله هو اعداد المصرين الذين كانوا يسافرون للعمل في الخليج ويعودون محملين بالهدايا في الحقائب و الاموال في البنوك و الجهل في العقول - انا لا اعمم اتحدث علي الفئه الاكبر- وكل منهم يذهب بزوجته الي الخليج مرتديه فستاناً جميلا مزكرشا وملونا و يعود الي مصر وهو يجر خلفه شئ اسود في اسود لانها عوره ولانه سي السيد ويعودا الاثنان بمحملين بقشور الدين من الخليج
المرأه عوره - صوتها عوره - وجهها عوره في فته سبب المصائب في الحياه
وانهار من الكلمات التي تحقر المرأه وكل منهم يغني ويتغني امام اقاربه بالتزام بنات الخليج وحشتمهم ووقارهم وتدينهم وليس مثل بنات مصر الفاجرات المتبرجات - المثقفات -وبدأ المجتمع المصري الدخول في عمليه غسيل المخ
وبدأت ترضخ العقول وبدأ اختزال التدين و الاحترام في قطعه قماش توضع علي الرأس
وبدأت كل امرأه وكل فتاه احتقار نفسها لانها امرأه كل الذنوب تقع عليها فهي سبب الحروب وهي سبب الفساد وهي سبب كل شئ في المجتمع
وبدأ يتسرب الحجاب الي مجتمعنا شيئا فشيئا حتي وصل الان ان اكثر من 90% من نساء وفتايات مصر محجبات
ولكن مايلفت نظري كثيرا ان نسبه ارتداء الحجاب زادت في الاطفال وفي مرحله الابتدائي و الاعدادي و الثانوي فانا اتذكر عندما كنت في المرحله الثانويه من7 سنوات كانت في المدرسه عدد المحجبات يعد علي الاصابع وكان لايوجد محجبات في الابتدائي او الاعدادي وكانت كل فتاه تقول لن ارتديه الا بعد الزواج
ولكن الان تحكي ليه ابنه خالتي عن مدرستها - فهي في الصف الثالث الاعدادي ومنذ ان كانت في المرحله الابتدائيه وهي تقول ان هناك مدرسا يلزم الطالبات بارتداء الحجاب حتي وصل ان العام الماضي كان الفضل المكون من 20 طالب وطالبه كل الطالبات به محجبات ماعدا هي وطبعا فتاه مسيحيه معها فكان كل حصه لهذا المدرس يوقفها ويعاملها معامله سيئه حتي ترتديه حتي واجههته انا لن ارتديه الان قال لها كل زميلاتك يرتدوه فارتديه انت ايضا علي سبيل الموضه فرفضت فحتي الان تعامل معامله سيئه من هذا المدرس؟؟
وهناك فتايات في مرحله الحضانه يرتدين خمار و حجاب و عبايات مثل التي ترتديها النساء اذن اصبح الاحتقار و اعتبار ان المرأه عوره وصل للاطفال
ومايزيد الامر خطوره الان ان كل فتاه عندما يعاكسها شاب مهما كانت درجه احترامها في ملابسها تجري مسرعه اللي نفسها لتري ما الخطأ فيها لجعل الشاب يعاكسها وتبدأ تلوم نفسها لانها ارتكبت ذنب وهو ان عاكسها شاب
وماهو ذنبه؟ لا يوجد له ذنب لاني انا التي ستتحمل ذنبه؟ هذا ما اتي به شيوخ الفضائيات وشيوخ السلفيه الي بلادنا




ولحديثي بقيه....